منتدى التوحيد والجهاد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حوار بين عساكر التوحيد وعساكر الشرك والتنديد "3"

اذهب الى الأسفل

حوار بين عساكر التوحيد وعساكر الشرك والتنديد "3" Empty حوار بين عساكر التوحيد وعساكر الشرك والتنديد "3"

مُساهمة من طرف محمد-المقديسي السبت نوفمبر 03, 2007 7:52 am

حوار بين عساكر التوحيد وعساكر الشرك والتنديد "3"

[الكاتب: أبو محمد المقدسي]

(1) من هم التكفيريون؟

حُولت من زنزانتي في دائرة المخابرات العامة إلى مكتب المدعي العام محمود عبيدات في أواخر شهر رمضان لأخذ إفادتي في القضية المسماة بـ "تنظيم القاعدة"، والتي لازلت موقوفاً عليها إلى هذه الساعة، فأدخلت عليه دون أن أبدأه السلام كعادتي معهم.

وبمجرد فك القيد من يدي ورفع العصابة عن عيني بادرني قائلاً: (أيش يا أبو محمد ما زلت لا تسلم علينا، لا زلت تكفرنا؟).

فأجبته قائلاً: (وهل بيننا سلام يا عبيدات؟ دع كفركم جانباً؛ أليس بيوتنا تقتحم باسمك؟ وأمهاتنا وأطفالنا يروعون ليلاً بتوقيعك، وإخواننا يحبسون المؤبدات بقراراتك؟ فهل بيننا سلام؟).

وإذا بمساعده - محمود حياصات - يتدخل مقاطعاً كلامي قائلاً: (لقد أعد الله ناراً حمي عليها ألف سنة حتى احمرت ثم حمي عليها ألف سنة حتى اسودت لأمثال هؤلاء الخوارج).

فقلت مباشرة: اسمع يا عبيدات ما يقول صاحبك... أيهما أخطر كلامنا أم كلامكم هذا، نحن عندما نكفركم فإنما نحكم عليكم حكماً دنيوياً، ولا نعلم خواتيمكم، ولا نجزم بمصائركم الأخروية لأنكم قد تحدثون توبة، وتتبرؤون من كفركم قبل الموت... أما أنتم فإنكم تحكمون علينا كما حكم هذا الرجل حكماً أخروياً غيبياً لا يعلمه إلا الله عز وجل... فأيهما أخطر؟ أحكامنا أم أحكامكم؟ وأينا الأجرأ على دين الله؟ ومن التكفيريون والخوارج نحن أم أنتم؟

فلم يحر جواباً... وباشر بالتحقيق.


* * *

وعند نقلي إلى سجن سواقة، جرت مشادة كلامية بيني وبين رئيس القسم فقلت له: الله يهديك.

فانفعل قائلاً: الله يهديك أنت.

فقلت: آمين، نحن نسأل الله أن يهدينا الصراط المستقيم سبعة عشرة مرة في اليوم والليلة في الفرائض، هذا غير النوافل، ولا غنى لنا عن هداية الله في كل حال... فبغض النظر عن حكمي الشرعي فيك، فأنت وأنا جميعنا بحاجة إلى الهداية دائماً.

فبادرني قائلاً: أن أيضاً حكمي فيك مثل حكمك فيّ!

قلت: يعني أنا عندك كافر؟!

فقال: نعم!

قلت: لكن الفرق بيننا كبير، فأنا أكفرك بأدلة شرعية كثيرة بيناها لكم مراراً، أما أنت فتكفيرك لي من منطلقات الهوى وردود الفعل ودون أي دليل شرعي، وهذا هو عين الغلو في التكفير والتطرف والتسرع في إطلاق الأحكام، أنتم أهله لا نحن كما تزعمون.


* * *

وهكذا فإن أبرز صفات التكفيريين أنهم جُهال بالشرع، يتعجلون في إطلاق الأحكام ويكفرون بغير دليل، ويستحلون حرمات المسلمين ولا يعصمون دماءهم أو أموالهم.

ووالله الذي لا إله إلا هو إن عساكر الشرك والقوانين لأولى الناس بهذه الصفات، فإنهم يستبيحون حرمات المسلمين ويحاربون أهل الإسلام ويَدَعُون أهل الأوثان كما جاء في صفة الخوارج، فكم استحل عساكر الشرك دماء الموحدين وأموالهم وحقوقهم التي يصادرونها عند اقتحام منازلهم واستباحة حرماتها تحت غطاء شرعية!! قوانينهم الكافرة... في الوقت الذي يحمون ويعصمون دماء أهل الأوثان والصلبان.

وهم إضافة إلى هذا من أجرأ الناس على الخوض في دين الله بغير علم، وأسرعهم إطلاقاً للأحكام الباطلة الجائرة؛ إذ هم من اجهل خلق الله في الشريعة، {يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون}.

أما نحن - ولله الحمد والمنة - فمن أبعد الناس عن الغلو في التكفير أو التسرع فيه، ولا نكفر إلا من كفره الله أو رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا نشتغل في كتاباتنا إلا في أناس قد ولجوا في أبوب صريحة من الكفر البواح، الأدلة على تكفيرهم فيها أوضح من الشمس في رابعة النهار؛ هم رؤوس الكفر وطواغيته أو أنصارهم وشوكتهم الذين أفنوا أعمارهم وأرواحهم في سبيل نصرة الكفر وتثبيت أركان الشرك والقانون الكفري، وفي حرب الدين وأهله.

ولا نشتغل أو نتعرض لعموم الناس بالتكفير، ونشفق على عوام المسلمين ونرحمهم لاستضعافهم، وتسلط طواغيت الكفر عليهم ونسعى لخلاصهم منهم، ونعمل شروط التكفير وموانعها المعتبرة، ولا نكفر إلا بالمكفرات الصريحة الواضحة الجلية ونحاذر كل الحذر من التكفير بالمحتملات أو بالظنون والتخرصات، أو بلوازم المذاهب والمقال، ونحوه من أخطاء وشذوذات التكفير التي حذرنا منها مراراً وتكراراً ولا زلنا نحذر.

وحادينا في دعوتنا قوله تعالى: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين}.


* * *

(2) من هم المتشددون المتعجرفون الأفظاظ؟

اعتدنا أن لا نصافح عساكر الشرك كما لا نبدأهم بالسلام، وأفهمناهم مراراً أن مسألة المصافحة عندنا موقف دعوي تعبيراً عن مفاصلتنا لهم، لا نغيره ما داموا في صف القانون.

قابلت مدير سجن "سواقة" ومعه نوابه وضباطه وحوله طائفة من السجناء كل يقدم طلبه بذلة واستجداء، فعرفه معاونوه بي، فمد يده لمصافحتي، فاعتذرت عن ذلك، قائلاً: لا تحرج نفسك فأنا لا أصافحكم.

وقال له بعض ضباطه: هؤلاء لا يسلمون علينا يا سيدي.

فاستدركت قائلاً: أتمنى أن لا يساء فهم هذا الموضوع، فنحن نمتنع من مصافحتكم والسلام عليكم لا لنجاسة حسية نعتقدها فيكم، كلا... ولكن نحن نحتسب أنفسنا من عساكر الشريعة وجند القرآن، ولأجل ذلك نحن محبوسون هنا، ويتكرر حبسنا، ونعتقد فيكم أنكم جند القانون الوضعي، العين الساهرة على حمايته وتثبيته كما تسمون أنفسكم، وتأبون تحكيم شرع الله.. فأنتم في صف ونحن في صف، {هذان خصمان اختصموا في ربهم}، ولن نضع أيدينا في أيديكم أبداً حتى تتركوا نصرة القانون وتصيروا من أنصار الشريعة، وعندها ستكونون أحبابنا وإخواننا وسنصافحكم بل نصير لكم أنصاراً وخدماً.

وهنا نهر بعض ضباطه السجناء المتجمهرين لسماع الحوار وفرقهم.


* * *

وفي عيد مضى في محبسي الأول طُلبت إلى مكتب مدير الأمن الوقائي في السجن فولجت إليه دون أن أبدأهم بالسلام أو المصافحة، فأشار إليّ مديرهم بالجلوس، فجلست وبادرني بإنكارهم المعتاد على تركنا السلام عليهم، وأن هذا يتنافى وأخلاقيات الدعوة وغير ذلك مما يعظوننا به.

فقلت له: أخلاقيات الدعوة يحددها لنا من وصفه الله تعالى بقوله: {وإنك لعلى خلق عظيم}، يوم أوصانا بقوله: (لا تبدءوا المشركين بالسلام)، أما المصافحة فأنتم تعرفون موقفنا منكم؛ وقد بينا لكم دعوتنا مرارا، فلا داعي لهذه المواعظ.

ثم تشعب الحديث عن الشرك واستنكارهم وصفهم به، فأخذت أفصل لهم نوع شركهم العصري واتخاذهم غير الله أرباباً مشرعين، وابتغائهم غير دين الله تشريعاً وحكماً... ويقدر الله دخول شرطي مراسل كبير بالسن لا يعرفنا ولم يرنا من قبل، فوضع الرسالة على مكتب المدير وصافح الموجودين واحداً واحد مهنئاً بالعيد، ثم وصل إليّ فمد يده بحماس واحترام ليصافحني قائلاً: (كل عام وأنت بخير يا شيخ)، فمددت له يدي وصافحته قائلاً: (والإسلام والمسلمين بعز وخير) ثم غادر مباشرة.

فتنبهت لآثار العجب على وجوه أفراد الأمن الوقائي إذ رأوني أصافح شرطياً لأول مرة.

وقال كبيرهم: كيف صافحته؟ وأنت لا تصافحنا!

فقلت: لكل مقام مقال؛ فنحن لا نعتقد حرمة مصافحتكم ولا نشدد فيها كما نشدد في بداءتكم بالسلام، وأمرها كما قلت لكم من قبل اختيار دعوي نعبر به عن مفاصلتكم ومفارقتكم والبراءة منكم ومن قوانينكم، وهذا أمر تعرفونه أنتم وتعرفون تفاصيل دعوتنا من تواجدكم داخل السجن، أما هذا المراسل؛ فإنه يراني لأول مرة، ولو أمكن لي أن أبين له دعوتنا لما صافحته، لكني أقدر خوفه منكم، وعرفت سرعة مغادرته، وأنني لن أتمكن من بيان السبب الداعي لي إلى ترك مصافحته، فخشيت أن يحمل ذلك على قلة أدب الشيخ أو على فظاظة وكبر وهوى؛ فآثرت الترخص في هذا الأمر الذي لا يصح عندنا نص في تحريمه؛ درءاً للمفسدة المتوقعة... أما أنتم فدعوتنا عندكم ظاهرة معلومة، فلا مفسدة نخشاها في موقفنا هذا معكم، إلا أن تفتروا علينا.

ويقدر الله في هذه اللحظة دخول أحد ضباطهم الذي صافحهم ثم مد يده ليصافحني، فامتنعت من مصافحته قائلاً: أنت تعرف موقفنا منكم.

فقال: حتى في العيد.

فقلت: عقيدتنا فيكم ودعوتنا معكم واحدة في العيد وغيره، وهل تتغير العقيدة تبعاً للمناسبات؟!

فنظر بعضهم إلى بعض وتبسموا.

وبعد مدة جاءني واحد منهم معبراً عن إعجابه بدعوتنا، واحترامه لنا ولمواقفنا، واعترف لي بندم ظاهر أنه كان يحاول تشويه صورتنا أمام نزلاء السجن تنفيراً عنا وعن دعوتنا مخافة من تأثرهم بنا والتفافهم حول دعوتنا، حتى أنه قال: لقد كنت أنشر عنكم وأتهمكم أنكم تبيحون تعاطي الحبوب المخدرة التي تباع وتهرب بين السجناء، وأنا نادم على هذا، ولن أعود إليه!!

وكان غيره يقول لنا: والله أننا نعرف أنكم على حق ونحبكم مهما قلتم عنا.

وأخبرني أحد إخواننا أن ضابطاً نصرانياً من ضباط السجن قال له تعبيراً عن إعجابه بمواقف إخواننا وثباتهم على الحق: والله إنني أحترمكم وأحبكم ويشرفني لو أغسل ملابسكم!!


* * *

ومع هذا فإضافة إلى تهمة الغلو في التكفير التي يفتريها أعداء هذه الدعوة علينا، لعجزهم عن الدفع عن تكفيرهم، ومقارعة الحجة بالحجة، فهم يتهمون أصحاب هذه الدعوة المباركة أيضاً بتهم التشدد والغلظة والكبر والعجرفة، وما ذلك غالباً إلا لصلابة مواقف إخواننا في وجه أعداء الله وعدم إعطائهم الدنية في دينهم، خصوصاً عندما يقارنها هؤلاء بميوعة مواقف الآخرين ومداهنتهم، وحقيقة الأمر مع أعدائنا كما قيل؛ "رمتني بدائها وانسلت"، فهم هم أهل الغلظة والفظاظة والعجرفة، وهم أصحاب الحقد الأسود على هذه الدعوة وأهلها، يظهرون أمام الخلق بمظهر الواعظ الحريص على الدعوة وسمعتها ومصلحتها، الذي يخشى من تنفير الناس عنها، كذا يزعمون بسبب بعض مواقف الموحدين التي لا تروق لهم، كرفضنا السلام عليهم أو تبجيلهم تسييدهم الذي اعتادوه من الناس، فيصفون من يجرح كبرياءهم ويعري عجرفتهم بالكبر والعجرفة.

ولو اطلعت على أعمالهم هم في الغرف المغلقة، وسمعت ألفاظهم وأساليبهم أثناء التحقيق مع الموحدين وفي ساحات التعذيب والزنازين؛ لعرفت أنهم من أخبث الناس سلوكاً وأحطهم أخلاقاً.

ومع هذا فلا يزال المنصفون منهم، يشهدون لأهل هذه الدعوة بأحسن الأخلاق، ويعبرون عن إعجابهم بمواقفهم ودعوتهم بمناسبات شتى، وما قدمناه بعض أمثلة من هذا وغيرها كثير وكثير، وقد قيل؛ "والفضل ما شهدت به الأعداء".


وكتب؛ أبو محمد المقدسي
الأردن / سجن السواقة
لأربع بقين من سنة 1420
لهجرة المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
avatar
محمد-المقديسي
Admin

المساهمات : 219
تاريخ التسجيل : 01/11/2007

http://tawhed.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى