من أعجب الصور؛ وزغة تنفخ لتحرق مجاهداً
صفحة 1 من اصل 1
من أعجب الصور؛ وزغة تنفخ لتحرق مجاهداً
وبشارات خاصة من العراق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين.
أما بعد...
ونفخ الوزغ:
خرج إبراهيم بالنور ليبدد به ظلام الوثنية، وبشمس العدل ليجفف بحار الشركية، بعد ظلمٍ تقمص الأرض بحاراً وأنهاراً، وسهولاً وجبالاً، فأهداه الله تعالى للكون رحمة، وآتاه النبوة والكتاب وجعله علماً للجهاد والحكمة.
وليس الغريب هنا؛ ولكن مكمن العجب: تألب العالمين عليه، واستنفار قوى الموجودات إليه، ليقولوا له: {أنت من اللاعبين}، فطلب منهم ما ينجيهم من غير أجرٍ، فقابلوه بالتهديد وعظيم الزجر، فتركهم، وأقبل نحو آلهتهم التي نجست أركان المعمورة شركاً، وأحرقت التوحيد قهراً؛ {ضرباً باليمين}، ونصرة لجناب التوحيد المتين، وتحقيقا لألهية رب العبيد العظيم، وطرداً للظلم من أرض الحق المجيد الكريم.
فقالوا: {من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين}، وقرر الأشرار من الصغار والكبار، بعد عقد مؤتمرٍ ظالمٍ حقيرٍ ممقوت، إن إبراهيم لاعباً، وظالماً، يلعب بالمسَلَمات، ويهدم عرى المعتقدات، وليس لهذه الرزية المنكرة، والجريمة المستكبرة إلا أن ترفع إلا محكمة العدالة لتحكم بثوب الأولياء، ولسان السلف الأوفياء، فحكمت المحكمة العادلة آنذاك بما يلي؛ {اقتلوه أو حرقوه}.
ولما صدر الحكم من السلطة القضائية، وأقبلت السلطة التنفيذية بإبراهيم على أعين الناس ليكون عبرةً لكل ظالمٍ، ولاعبٍ، وفي بهرجتٍ إعلاميةٍ مفادها "أرباب العدالة ضد الإرهاب الفكري"، فأضرمت النار لحرق سيد التوحيد، ورجل الحنيفية الوحيد.
ولما ألقي في النار، واستيقن القوم هلاكه، خرجت آية تثبت صدق ما كانت عليه السلطة القضائية التنفيذية وهي "وزغة" تنفخ في النار لأجل أن يكون لها مقام صدقٍ في العالمين لتحرق إبراهيم.
قال صلى الله عليه وسلم: (كان ينفخ على إبراهيم عليه السلام) - أي ينفـخ النار - [رواه البخاري].
ولم تكن هذه الفويسقة تجرؤ على إبراهيم من قبل، ولكن لما استيقنت هلاكه؛ ظهر زفيرها وأصبحت في ميدان النفخ تاريخ كبير!
حبل النفخ قصير:
ولكن كانت الكارثة، أن التاريخ تغير مجراه، وأن النار لا تفعل في إبراهيم مطالبهم، ولم تسعفهم أمانيهم، حتى خرج من النار بارداً، منصوراً، شامخاً بأمر الله؛ {يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم}، وليت شعري ما حال الوزغة بعدما رأت نصرة إبراهيم؟! حالها أن تضرب بكل نعلٍ ما بقي في الوجود للحنيفية تاريخ، فأي ذلٍ تعيش هذه الوزغة؟! وأي جرمٍ ارتكبت حتى يحل قتلها في الحل والحرم؟!
لمن التاريخ؟
لقد ذهبت تلك الممالك بكل وزغها، سواء كان هذا الوزغ متعلمناً، أو ليبرالياً، أو ديمقراطياً، أو عميلاً، أو دعي عدالةٍ ودين، لم يكن له في تاريخ المجد إلا المقت، وسؤ العاقبة، وبقي التاريخ للحق وأهله.
ويتولى الله أمر هذا بنفسه فيرد على من قال إنه من الضالين، فيقول: {ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين}، ويقول: {واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقاً نبياً}، ويرد على من قال إنه من اللاعبين فيقول: {إن إبراهيم لحليم أواه منيب}، ويقول: {إن إبراهيم كان أمةً قانتاً لله حنيفاً ولم يك من المشركين}، ويثبت بقاء العاقبة له دنيا ودين فيقول: {فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكاً عظيماً}، ويقول: {إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين}.
بعدها لا تسل عن حال الوزغ! ولو أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أخبرنا عنه، وعن نفخه؛ ما علمناه.
هل كان قوم إبراهيم لا يبصرون؟
بلى... ولكن؛ {استحبوا العمى على الهدى}... لقد كانوا أصحاب منكرٍ مبين، وكفرٍ واضحٍ متين، فالكواكب تعبد، وللأحجار الصماء يسجد، وهم على علمٍ بفساد السبيل، وارتكاس الحجة قال الله: {قال بل فعله كبيرهم هذا فاسـألوهم إن كانوا ينطقون * ثم نكسوا على رؤوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون}.
ولكن مع فساد حججهم، وتنكيس رؤوسهم - عجزاً وخذلاناً - إلا أنهم أبوا الرجوع، وآثروا الكفر على الخضوع، والهوى على المشروع، فكانت عاقبتهم بين مصروعٍ ومقموع.
هل القوم وأوزاغهم اليوم لا يبصرون؟
بلى... ولكنهم؛ {استحبوا العمى على الهدى}.
هل يخفى الإرهاب الأمريكي على الوزغ العربي اليوم؟! أبداً لا يخفى.
وهل الوزغ لا يبصر الظلم اليهودي على فلسطين لأكثر من خمسين عاماً بتأيدٍ، وتحميسٍ، وتشجيعٍ، ومددٍ أمريكي؟ بلى يرى الوزغ بكل أشكاله هذا!
هل يخفى انتهاك الأعراض في أفغانستان والعراق الصارخ، الواضح، المصور، والمحرر، والمكرر، والمقرر؟ بلى يعلم الوزغ جميعاً بما فيهم رجال أمريكا أدعياء الدين!
هل يخفى على جميع وزغ العالم أن أمريكا منبع، ومرتع، ومرقد، ومسرح الإرهاب؟ بلى ولكن أين الوزغ الدعي من الصراخ ضد الإرهاب الأمريكي منذ خمسين عاماً؟! ولكنها الوزغية قاتلها الله!
هل يخفى على أحقر وزغةٍ في العالم الفساد الذي يستشري في العالم في الفضائيات لتتربى عليه أجيال الأمة وترتضع الإرهاب الأخلاقي والعقدي بكأس العدالة، والمدنية التي حكمت على إبراهيم بالإعدام؟! كل الوزوغ يعلم هذا.
وهل يخفى على جميع الوزوغ والمتوزغة؛ أن أمريكا لازالت تتغذى على طعامنا، وتشرب من ماءنا، وترتع قواها في نفطنا لتتقوى على إخواننا في العراق وأفغانستان؟! وأن أرضنا هي قوس سهامهم؟! وغماد سيوفهم؟!
أقسم برب الحل والحرم أن هذا لا يخفى على الوزغ جميعاً ولكن للوزغ والمتوزغة والوازغة وأسيادهم يوم و... ولهم!... والعاقبة للتقوى.
أيها الرجال:
إذا قيل الرجال فهم الرجال، ولا أحد غيرهم، هم من قال الله فيهم: {رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً}، أقصد أهل الله وأنصار دينه، سادات الحنيفية، وأرباب الصفات البشرية السوية، وعماليق التاريخ المديد، وصناع المجد المجيد، ومراكز المراكز، وزوايا الزوايا، وآفاق الآفاق، وأعمدة السقوف، وأعلام المعروف، وصماصيم الحق، وبحار العز السامي الموفق، المجاهدون لله وفيه، أنتم الحياة وسواكم موتى، أو مرضى.
لا يغرنكم تقلبهم في البلاد، فما جاء النصر لإبراهيم حتى ألقي في النار.
وما نصر نوح حتى جأر بـ {أني مغلوب فانتصر}.
وما قبض موسى حتى اتهم في رجولته وقهر.
وما كانت العاقبة لمحمدٍ حتى أخرج وأدمي وكسر؛ {حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا}.
فالطريق - أيها السادة - ثمن الجنة وبعظمته تعظم المنزلة، فـ {اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون}، واعلموا أن؛ {العاقبة للمتقين}.
"وإياكم والخطأ المتعمد فإن الحرب حرب استثمارٍ للسمعة"، والموفق من وفقه الله تعالى، ومنكم نستمد النصح والهدى، والناجح من ربح النصر بطلب الآخرة، وطلب الآخرة الوقوف على حدود الله، والتصرف بعلمٍ، وحكمةٍ، وحلمٍ.
والحمد لله الذي قهر بكم العدو، وحمى بكم حرم الحرم، وكان لكم فضل حتى على أعراض الوزغ... ولكنهم لا يشعرون، {والله معكم ولن يتركم أعمالكم}.
فكيف الخوف من القتل إذا كان قتلكم حياة؟! وكيف إذا كانت الحياة كريمة؛ {في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدرٍ}.
ولا تحزنوا من الغربة ولا تستوحشوا الطريق، فهو طريق الأنبياء.
قال الحبيب الكريم فداه عمري محمد صلى الله عليه وسلم: (طوبى للغرباء)، قيل: ومن الغرباء يا رسول الله؟ قال: (ناس صالحون قليل في ناس سوءٍ كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم) [رواه احمد وهو صحيح].
وأهدي لكم هذا الكلام القيم من ابن القيم، حيث قال: (فإياك أن تستوحش من الاغتراب والتفرد فإنه والله عين العزة، والصحبة مع الله ورسوله، وروح الأنس به، والرضى به رباً، وبمحمدٍ رسولاً، وبالإسلام دينا، بل الصادق كلما وجد مس الاغتراب، وذاق حلاوته، وتنسم روحه، قال: اللهم زدني اغتراباً ووحشةً من العالم، وأنساً بك، وكلما ذاق حلاوة هذا الاغتراب، وهذا التفرد رأى الوحشة عين الأنس بالناس، والذل عين العز بهم، والجهل عين الوقوف مع آرائهم، وزبالة أذهانهم، والانقطاع عين التقيد برسومهم، وأوضاعهم، فلم يؤثر بنصيبه من الله أحداً من الخلق، ولم يبع حظه من الله بموافقتهم فيما لا يجدي عليه إلا الحرمان، وغايته مودة بينهم في الحياة الدنيا، فإذا انقطعت الأسباب، وحقت الحقائق، وبعثر ما في القبور، وحصل ما في الصدور، وبليت السرائر، ولم يجد من دون مولاه الحق من قوةٍ ولا ناصر، تبين له حينئذٍ مواقع الربح والخسران، وما الذي يخف أو يرجح به الميزان، والله المستعان، وعليه التكلان) [مدارج السالكين:2/173].
بشارات خاصة:
أحمد الله الذي لا إله إلا هو، وأبشر أنصار الدين؛ بأن أمريكا في العراق مقهورة، وأن النكاية حاصلة هناك ومشهورة، وأن رايات النصر في الأفق مبتسمة.
وأن أفغانستان للأمريكان بحقٍ مقبرة مظلمة، القتل بأعدادٍ يُكذب من قالها، والتدمير للآليات غاية العجب ماهية تدميرها، والكرامات ملأت الساحات؛ خيول من السماء، ومسك وعذب ماء، ومخاطبة الحوراء، دلائل لا تقبل الحوار، وفواصل تكمم أفواه الوزغ الفاجر والمحتار، تقدم في كل فينة، وتحسن في كل لحظة، عمليات متتالية ومتزايدة ودقيقة موفقة.
وما ينشر في الإعلام؛ هو ذاك الذي لا يستطاع تغطيته، وبانت فضيحته.
واتضح للأنام هناك؛ أن نفخ الوزغ بضاعة كاسدة، والسماع لهم تجارة خاسرة، وبعد هذا نقول لهم فليسجل التاريخ مطاردتكم في كل زاويةٍ، حين لا مأوى ولا حاوية.
خاتمة ووصية:
يا أمريكا نحن على الدرب سائرون، ولدمائكم طالبون، حتى يقضي الله بنصره، أو جنته، والثانية أنشد من الأولى، فإن رجعتم فقد حفظتم دماءكم، ورحمتم حالكم، وإن طال بكم العبث، فإنما هو في أرواحكم، وليس لكم إلا النار في القيامة.
لا لأننا نحتكر الحق لنا، ولكن الحق عقيدتنا، والباطل عقيدتكم، وما ذاك تعصباً منا، ولكن لله من التقدير عندنا ما ليس عندكم، وله التوحيد منا كله، وليس له منكم أصله ولا فرعه، وهذا عند كل عقلائكم، وستقرؤون الواقع غداً بالهزيمة، وسنكتب لكم بشرى انتكاستكم على صفحات ظهور أبنائكم، بمداد دماء من تبقى منكم.
وقتها لن تنفعكم الحسرات، فأنتم اليوم تتصفحون الموت في كراريس العراق السهلية، والجبلية، فما لكم أفلا تعقلون؟!
وصدقوني ما غركم إلا الوزغ في أرضنا، ولكن خذوا خبرهم منا؛ هم خواتيم الحطب عندنا، وستشهدون مع الرمق الأخير كيف فعلنا بهم.
وصية:
أنصح كل مسلم؛ السعي الحثيث في النجاة من العذاب الأليم، والتجارة الرابحة بالجهاد بالمال والنفس، والحمد لله كل ذلك حاصل، وهو ينمو كل يومٍ من جميع المحاور؛ {يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارةٍ تنجيكم من عذابٍ أليمٍ * تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون}.
ورحم الله شاباً يقاد إلى المسجد باع داره لنصرة دينه في العراق.
وكتبه خادم الإسلام تشريفاً له
ابن القرية الفلاح المعتصم
11/1/1426 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين.
أما بعد...
ونفخ الوزغ:
خرج إبراهيم بالنور ليبدد به ظلام الوثنية، وبشمس العدل ليجفف بحار الشركية، بعد ظلمٍ تقمص الأرض بحاراً وأنهاراً، وسهولاً وجبالاً، فأهداه الله تعالى للكون رحمة، وآتاه النبوة والكتاب وجعله علماً للجهاد والحكمة.
وليس الغريب هنا؛ ولكن مكمن العجب: تألب العالمين عليه، واستنفار قوى الموجودات إليه، ليقولوا له: {أنت من اللاعبين}، فطلب منهم ما ينجيهم من غير أجرٍ، فقابلوه بالتهديد وعظيم الزجر، فتركهم، وأقبل نحو آلهتهم التي نجست أركان المعمورة شركاً، وأحرقت التوحيد قهراً؛ {ضرباً باليمين}، ونصرة لجناب التوحيد المتين، وتحقيقا لألهية رب العبيد العظيم، وطرداً للظلم من أرض الحق المجيد الكريم.
فقالوا: {من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين}، وقرر الأشرار من الصغار والكبار، بعد عقد مؤتمرٍ ظالمٍ حقيرٍ ممقوت، إن إبراهيم لاعباً، وظالماً، يلعب بالمسَلَمات، ويهدم عرى المعتقدات، وليس لهذه الرزية المنكرة، والجريمة المستكبرة إلا أن ترفع إلا محكمة العدالة لتحكم بثوب الأولياء، ولسان السلف الأوفياء، فحكمت المحكمة العادلة آنذاك بما يلي؛ {اقتلوه أو حرقوه}.
ولما صدر الحكم من السلطة القضائية، وأقبلت السلطة التنفيذية بإبراهيم على أعين الناس ليكون عبرةً لكل ظالمٍ، ولاعبٍ، وفي بهرجتٍ إعلاميةٍ مفادها "أرباب العدالة ضد الإرهاب الفكري"، فأضرمت النار لحرق سيد التوحيد، ورجل الحنيفية الوحيد.
ولما ألقي في النار، واستيقن القوم هلاكه، خرجت آية تثبت صدق ما كانت عليه السلطة القضائية التنفيذية وهي "وزغة" تنفخ في النار لأجل أن يكون لها مقام صدقٍ في العالمين لتحرق إبراهيم.
قال صلى الله عليه وسلم: (كان ينفخ على إبراهيم عليه السلام) - أي ينفـخ النار - [رواه البخاري].
ولم تكن هذه الفويسقة تجرؤ على إبراهيم من قبل، ولكن لما استيقنت هلاكه؛ ظهر زفيرها وأصبحت في ميدان النفخ تاريخ كبير!
حبل النفخ قصير:
ولكن كانت الكارثة، أن التاريخ تغير مجراه، وأن النار لا تفعل في إبراهيم مطالبهم، ولم تسعفهم أمانيهم، حتى خرج من النار بارداً، منصوراً، شامخاً بأمر الله؛ {يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم}، وليت شعري ما حال الوزغة بعدما رأت نصرة إبراهيم؟! حالها أن تضرب بكل نعلٍ ما بقي في الوجود للحنيفية تاريخ، فأي ذلٍ تعيش هذه الوزغة؟! وأي جرمٍ ارتكبت حتى يحل قتلها في الحل والحرم؟!
لمن التاريخ؟
لقد ذهبت تلك الممالك بكل وزغها، سواء كان هذا الوزغ متعلمناً، أو ليبرالياً، أو ديمقراطياً، أو عميلاً، أو دعي عدالةٍ ودين، لم يكن له في تاريخ المجد إلا المقت، وسؤ العاقبة، وبقي التاريخ للحق وأهله.
ويتولى الله أمر هذا بنفسه فيرد على من قال إنه من الضالين، فيقول: {ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين}، ويقول: {واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقاً نبياً}، ويرد على من قال إنه من اللاعبين فيقول: {إن إبراهيم لحليم أواه منيب}، ويقول: {إن إبراهيم كان أمةً قانتاً لله حنيفاً ولم يك من المشركين}، ويثبت بقاء العاقبة له دنيا ودين فيقول: {فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكاً عظيماً}، ويقول: {إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين}.
بعدها لا تسل عن حال الوزغ! ولو أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أخبرنا عنه، وعن نفخه؛ ما علمناه.
هل كان قوم إبراهيم لا يبصرون؟
بلى... ولكن؛ {استحبوا العمى على الهدى}... لقد كانوا أصحاب منكرٍ مبين، وكفرٍ واضحٍ متين، فالكواكب تعبد، وللأحجار الصماء يسجد، وهم على علمٍ بفساد السبيل، وارتكاس الحجة قال الله: {قال بل فعله كبيرهم هذا فاسـألوهم إن كانوا ينطقون * ثم نكسوا على رؤوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون}.
ولكن مع فساد حججهم، وتنكيس رؤوسهم - عجزاً وخذلاناً - إلا أنهم أبوا الرجوع، وآثروا الكفر على الخضوع، والهوى على المشروع، فكانت عاقبتهم بين مصروعٍ ومقموع.
هل القوم وأوزاغهم اليوم لا يبصرون؟
بلى... ولكنهم؛ {استحبوا العمى على الهدى}.
هل يخفى الإرهاب الأمريكي على الوزغ العربي اليوم؟! أبداً لا يخفى.
وهل الوزغ لا يبصر الظلم اليهودي على فلسطين لأكثر من خمسين عاماً بتأيدٍ، وتحميسٍ، وتشجيعٍ، ومددٍ أمريكي؟ بلى يرى الوزغ بكل أشكاله هذا!
هل يخفى انتهاك الأعراض في أفغانستان والعراق الصارخ، الواضح، المصور، والمحرر، والمكرر، والمقرر؟ بلى يعلم الوزغ جميعاً بما فيهم رجال أمريكا أدعياء الدين!
هل يخفى على جميع وزغ العالم أن أمريكا منبع، ومرتع، ومرقد، ومسرح الإرهاب؟ بلى ولكن أين الوزغ الدعي من الصراخ ضد الإرهاب الأمريكي منذ خمسين عاماً؟! ولكنها الوزغية قاتلها الله!
هل يخفى على أحقر وزغةٍ في العالم الفساد الذي يستشري في العالم في الفضائيات لتتربى عليه أجيال الأمة وترتضع الإرهاب الأخلاقي والعقدي بكأس العدالة، والمدنية التي حكمت على إبراهيم بالإعدام؟! كل الوزوغ يعلم هذا.
وهل يخفى على جميع الوزوغ والمتوزغة؛ أن أمريكا لازالت تتغذى على طعامنا، وتشرب من ماءنا، وترتع قواها في نفطنا لتتقوى على إخواننا في العراق وأفغانستان؟! وأن أرضنا هي قوس سهامهم؟! وغماد سيوفهم؟!
أقسم برب الحل والحرم أن هذا لا يخفى على الوزغ جميعاً ولكن للوزغ والمتوزغة والوازغة وأسيادهم يوم و... ولهم!... والعاقبة للتقوى.
أيها الرجال:
إذا قيل الرجال فهم الرجال، ولا أحد غيرهم، هم من قال الله فيهم: {رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً}، أقصد أهل الله وأنصار دينه، سادات الحنيفية، وأرباب الصفات البشرية السوية، وعماليق التاريخ المديد، وصناع المجد المجيد، ومراكز المراكز، وزوايا الزوايا، وآفاق الآفاق، وأعمدة السقوف، وأعلام المعروف، وصماصيم الحق، وبحار العز السامي الموفق، المجاهدون لله وفيه، أنتم الحياة وسواكم موتى، أو مرضى.
لا يغرنكم تقلبهم في البلاد، فما جاء النصر لإبراهيم حتى ألقي في النار.
وما نصر نوح حتى جأر بـ {أني مغلوب فانتصر}.
وما قبض موسى حتى اتهم في رجولته وقهر.
وما كانت العاقبة لمحمدٍ حتى أخرج وأدمي وكسر؛ {حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا}.
فالطريق - أيها السادة - ثمن الجنة وبعظمته تعظم المنزلة، فـ {اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون}، واعلموا أن؛ {العاقبة للمتقين}.
"وإياكم والخطأ المتعمد فإن الحرب حرب استثمارٍ للسمعة"، والموفق من وفقه الله تعالى، ومنكم نستمد النصح والهدى، والناجح من ربح النصر بطلب الآخرة، وطلب الآخرة الوقوف على حدود الله، والتصرف بعلمٍ، وحكمةٍ، وحلمٍ.
والحمد لله الذي قهر بكم العدو، وحمى بكم حرم الحرم، وكان لكم فضل حتى على أعراض الوزغ... ولكنهم لا يشعرون، {والله معكم ولن يتركم أعمالكم}.
فكيف الخوف من القتل إذا كان قتلكم حياة؟! وكيف إذا كانت الحياة كريمة؛ {في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدرٍ}.
ولا تحزنوا من الغربة ولا تستوحشوا الطريق، فهو طريق الأنبياء.
قال الحبيب الكريم فداه عمري محمد صلى الله عليه وسلم: (طوبى للغرباء)، قيل: ومن الغرباء يا رسول الله؟ قال: (ناس صالحون قليل في ناس سوءٍ كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم) [رواه احمد وهو صحيح].
وأهدي لكم هذا الكلام القيم من ابن القيم، حيث قال: (فإياك أن تستوحش من الاغتراب والتفرد فإنه والله عين العزة، والصحبة مع الله ورسوله، وروح الأنس به، والرضى به رباً، وبمحمدٍ رسولاً، وبالإسلام دينا، بل الصادق كلما وجد مس الاغتراب، وذاق حلاوته، وتنسم روحه، قال: اللهم زدني اغتراباً ووحشةً من العالم، وأنساً بك، وكلما ذاق حلاوة هذا الاغتراب، وهذا التفرد رأى الوحشة عين الأنس بالناس، والذل عين العز بهم، والجهل عين الوقوف مع آرائهم، وزبالة أذهانهم، والانقطاع عين التقيد برسومهم، وأوضاعهم، فلم يؤثر بنصيبه من الله أحداً من الخلق، ولم يبع حظه من الله بموافقتهم فيما لا يجدي عليه إلا الحرمان، وغايته مودة بينهم في الحياة الدنيا، فإذا انقطعت الأسباب، وحقت الحقائق، وبعثر ما في القبور، وحصل ما في الصدور، وبليت السرائر، ولم يجد من دون مولاه الحق من قوةٍ ولا ناصر، تبين له حينئذٍ مواقع الربح والخسران، وما الذي يخف أو يرجح به الميزان، والله المستعان، وعليه التكلان) [مدارج السالكين:2/173].
بشارات خاصة:
أحمد الله الذي لا إله إلا هو، وأبشر أنصار الدين؛ بأن أمريكا في العراق مقهورة، وأن النكاية حاصلة هناك ومشهورة، وأن رايات النصر في الأفق مبتسمة.
وأن أفغانستان للأمريكان بحقٍ مقبرة مظلمة، القتل بأعدادٍ يُكذب من قالها، والتدمير للآليات غاية العجب ماهية تدميرها، والكرامات ملأت الساحات؛ خيول من السماء، ومسك وعذب ماء، ومخاطبة الحوراء، دلائل لا تقبل الحوار، وفواصل تكمم أفواه الوزغ الفاجر والمحتار، تقدم في كل فينة، وتحسن في كل لحظة، عمليات متتالية ومتزايدة ودقيقة موفقة.
وما ينشر في الإعلام؛ هو ذاك الذي لا يستطاع تغطيته، وبانت فضيحته.
واتضح للأنام هناك؛ أن نفخ الوزغ بضاعة كاسدة، والسماع لهم تجارة خاسرة، وبعد هذا نقول لهم فليسجل التاريخ مطاردتكم في كل زاويةٍ، حين لا مأوى ولا حاوية.
خاتمة ووصية:
يا أمريكا نحن على الدرب سائرون، ولدمائكم طالبون، حتى يقضي الله بنصره، أو جنته، والثانية أنشد من الأولى، فإن رجعتم فقد حفظتم دماءكم، ورحمتم حالكم، وإن طال بكم العبث، فإنما هو في أرواحكم، وليس لكم إلا النار في القيامة.
لا لأننا نحتكر الحق لنا، ولكن الحق عقيدتنا، والباطل عقيدتكم، وما ذاك تعصباً منا، ولكن لله من التقدير عندنا ما ليس عندكم، وله التوحيد منا كله، وليس له منكم أصله ولا فرعه، وهذا عند كل عقلائكم، وستقرؤون الواقع غداً بالهزيمة، وسنكتب لكم بشرى انتكاستكم على صفحات ظهور أبنائكم، بمداد دماء من تبقى منكم.
وقتها لن تنفعكم الحسرات، فأنتم اليوم تتصفحون الموت في كراريس العراق السهلية، والجبلية، فما لكم أفلا تعقلون؟!
وصدقوني ما غركم إلا الوزغ في أرضنا، ولكن خذوا خبرهم منا؛ هم خواتيم الحطب عندنا، وستشهدون مع الرمق الأخير كيف فعلنا بهم.
وصية:
أنصح كل مسلم؛ السعي الحثيث في النجاة من العذاب الأليم، والتجارة الرابحة بالجهاد بالمال والنفس، والحمد لله كل ذلك حاصل، وهو ينمو كل يومٍ من جميع المحاور؛ {يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارةٍ تنجيكم من عذابٍ أليمٍ * تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون}.
ورحم الله شاباً يقاد إلى المسجد باع داره لنصرة دينه في العراق.
وكتبه خادم الإسلام تشريفاً له
ابن القرية الفلاح المعتصم
11/1/1426 هـ
الانصاري- المساهمات : 30
تاريخ التسجيل : 03/11/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى