نار المجوس في جزيرة العرب
صفحة 1 من اصل 1
نار المجوس في جزيرة العرب
[الكاتب: حسن محمد قائد] |
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله العزيز القهار، والصلاة والسلام على رسوله المختار وآله الأطهار وأصحابه الأبرار وتابعيهم الأخيار. وبعد... فمنذ أن قامت دولة المجوس الرافضية في إيران عام 1979م وهي تعيش على أماني إقامة دولة فارس الكبرى، بعد أن وضعوا لأنفسهم حجر أساسها في طهران، متجاوزين في ذلك أصول مذهبهم الرافضي الذي يوجب عليهم تربص الدهر جيلاً بعد جيل حتى يخرج ساكن السرداب الموهوم المعدوم، فلما طال عليهم الأمد وازدادت قلوبهم القاسية قسوة، وبعدت الغيبة واشتدت الخيبة ؛نقضوا أصلهم الأصيل وتجاوزوه إلى غيره من الأباطيل، فابتدع لهم السفيه و "لاية الفقيه" ليخرجوا بها من سنوات التيه. فما إن ذاقوا حلاوة التمكين التي حرموا أنفسهم منها قروناً طويلة قضوها في الانتظار والولولة ولطم الخدود وشق الجيوب، حتى سال لعابهم وانفتحت شهيتهم واتسعت خيالاتهم لتأسيس دولة الرفض الفارسية الكبرى، لتكون رجسة خبال ومنبع ضلال وإضلال، مستنين في ذلك بأشباههم اليهود فكراً وتصوراً الذين وصفهم الله بقوله: {وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [المائدة: 64]. فبدأوا بث سمومهم ونشر مذهبهم، متلونين في ذلك تلوّن الحرباء، ومستغلين مشاعر وعواطف الدهماء متقمصين ثيات الانتصار والولاء لآل البيت - وهم منهم برءاء - الذين عبدوهم وألهوهم وهم عن تأليههم غافلون: {وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ} [الأحقاف: 6]. وما لبثوا أن رفعوا شعار تصدير الثورة، فلم تمض سنة على قيام ثورتهم المشئومة حتى أشتعلت الحرب بينهم وبين بعثيي العراق، فأتت على مئات الآلاف من البشر وأحرقت الحجر والشجر، بدوافع معلنة وأكثرها خفية، واستمرت تلك الحرب ثمانية أعوام [1980م - 1988م] علم بعدها "آيات إيران"؛ أن التوسع الرافضي الفارسي عسكرياً بعيد المنال عسير التحقيق، وأخذوا من حربهم مع العراق درساً مفيداً في ذلك، لا ليتراجعوا عن الفكرة، ولكن للبحث عن البديل. فرجعوا إلى عباءة دينهم الفضفاضة - التقية - وهي النفاق الصراح؛ {وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} [البقرة: 14]، {وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىَ بَعْضٍ قَالُواْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} [البقرة: 76]، تلك العباءة الخبيثة التي يستطيعون من خلالها ارتكاب أخزى المخازي وأقبح القبائح وهم في مأمن من الارتياب والتهم، وتسمح لهم باستيعاب كل أسلوب وارتكاب كل طريقة لبلوغ مآربهم. فغدوا يسرون في أوصال الدول المجاورة وغيرها وأجهزتها ومؤسساتها سريان السم في العروق، حتى أصبح لهم في كثير من تلك الدول ثقل وتأثير في القرارات السياسية والقيادة العسكرية، وأمهم الفارسية - إيران - تحضهم وتشجعهم وتدعمهم وترشدهم وتعدهم وتمنيهم، فشابه حالهم حال من أنزل الله فيهم: {أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [الحشر: 11]. هذا مع ضعف حكومات تلك الدول وسكرها وعمالتها وتواطئها أيضا، إضافة إلى غفلة كثير من علماء أهل السنة أو تقصيرهم في القيام بواجبهم، وميوعة بعض دعاتهم وتقليلهم من الخطر المجوسي الزاحف على المنطقة، بل تجاوز بعضهم العقبة وهتك الستار، فراح يدعو للتقريب بينهم وبين أهل السنة، واعتبار أصول مذهب الرفض التي يقوم عليها إرثاً تاريخياً وأساطير خالية لا حاجة للتنقيب عنها وإثارة الحديث حولها ونكت جروحها. ومن خلال هذه الأجواء كلها ازداد توسعهم - ولا يزال - يوماً بعد يوم، وبدأوا يميطون اللثام عن وجههم الكالح الحقيقي شيئاً فشيئاً، وتزداد جرأتهم في المجاهرة بشعائرهم، بل واستفزاز أهل السنة وإثارتهم وإغاظتهم حيناً بعد حين، فاستطاعوا بذلك أن يصدِّروا ثورتهم، ولكن ليس بقوة الحديد والسلاح والاجتياح، إنما بالمال وشراء الذمم والتلون والتدرج والتقية وخداع ضعفاء العقول. فمن تلك المواطن التي تحن قلوب الروافض إليها لإعلان شركهم وإشهار بدعهم وضلالاتهم وإقامة مآتمهم وأحزانهم - وكل دينهم مآتم وأحزان -؛ جزيرة العرب، مهد الرسالة ومنبع الهدى. حيث إن كثيراً من قبور أئمتهم الذين يعبدونهم ومواطن تبركهم وبروكهم وأماكن خرافاتهم وأساطيرهم توجد فيها، لا سيما في المدينة النبوية، وإذ كان الروافض في هذه البقعة المباركة يخفون مذهبهم ويتسترون بكفرياتهم ويفرضون تعتيما كاملاً على طقوسهم ردحاً من الزمن، إلا أنهم اليوم باتوا مجاهرين بكل ذلك معلنين به على رؤوس الأشهاد وفي المواسم، فأصبح الشرك صريحاً ظاهراً، ينادى به في مكبرات الصوت، يسمعه القريب والبعيد، ويصل من يريد ومن لا يريد، وغدا سب الصحابة الأبرار ولعنهم - وعند قبورهم - من ضرورات زياراتهم الشركية، وترتكب هناك من القبائح والفضائح ما لم يكونوا يطمعون في عشر معشاره. أما البدع والخرافات والخزعبلات بكل صورها وسائر أشكالها؛ فحدث عنها ولا حرج، وهي أهون ما يقترفون، حتى يخيل للرائي وهو يراهم في كفرهم وشركهم وندبهم ولطمهم وعويلهم وتجمعاتهم؛ أنه في "قم" أو "كربلاء"، وليس في المدينة النبوية طيبة الطيبة. كل هذا يحصل بحماية وحياطة جنود دولة آل سعود، التي طالما - بل لا زالت - تتبجح وتزعم أنها حامية حمى التوحيد والمدافع الوحيد عن عقيدة الإسلام السمحة، ولعل من سماحته - عندهم وفي فهمهم - عدم التعرض لأهل الشرك والإعراض عن إثارة وإحراج الطاعنين في عرض النبوة، والتغاضي عن السابين اللاعنين للصحابة والتابعين والأئمة المتقين، بل فوق ذلك حمايتهم وتسخير الجنود المجندة وبذل الأموال وتيسير الظروف وتهيئتها لإعلان شركهم الصراح وكفرهم البواح، والأخذ على يد من أراد أمرهم بالمعروف أو نهيهم عن المنكر - ولو باللسان - والزج به في غياهب السجون وإذاقته صنوف العذاب وألوان النكال. لماذا؟! لأنه افتأت على الإمام وهيئاته، فبئس الإمام إمامهم. ولا شك أن انتعاش حال الرافضة في العراق المجاورة بعد ارتفاع القبضة الصدامية التي كانت تخنقهم وتكبتهم، مع تشجيع مجوس طهران، وإثارة قضية الأقليات الدينية في جزيرة العرب وحريات المعتقدات والدندنة المستمرة حولها من قبل الغرب؛ أدى إلى اندفاع روافض الجزيرة إلى الأمام وسيرهم في خطى سريعة للتشبه بجيرانهم، ومن ثم تحول الوضع وتغير الحال حتى وصل إلى ما وصل إليه. وما لم يتدارك الأمر ويوقف في وجهه بقوة وحزم وصراحة ووضوح وتضحية ومسئولية، فإن الأمر سيؤول إلى حالة من السوء لا يمكن تصورها، وسترجع القباب والمشاهد وصروح الشرك أبرز مما كانت، وسيرتفع الآذان الرافضي فوقها جهاراً لينافس مآذن المسجد النبوي وغيره من المساجد، وليصبحن أهل السنة في خوف وفزع لا يكادون يأمنون على أنفسهم وأهليهم وأموالهم، تماما كما يجري لإخواننا السنة في العراق، ولتعلمن نبأه بعد حين. فعلى الغيروين المتجردين من العلماء وطلبة العلم في جزيرة العرب... أن يتحملوا المسئولية كاملة، بعيداً عن مخادعات "رفع الأمر إلى ولي الأمر، وإيكاله إلى أهل الشأن"، وبمنأى عن تخدير الاحتجاجات والانتقادات همساً ومن طرف خفي. فإن ولي الأمر وبطانته وجنوده ليسوا عمي العيون - وإن كانوا عمي القلوب - لا يرون ما يحدث حتى يحتاجوا إلى إبلاغ وتنبيه، وهم لا يكتمون تأييدهم لهؤلاء المجوس حتى ينادى بمناصحتهم سراً، وكيف تخفى عليهم هذه المواسم الشركية المعلنة في وضح النهار وهم الذين يحصون باستخباراتهم وجواسيسهم وتقنياتهم على الناس أنفاسهم ويلاحقونهم في البر والبحر والجو وفي ظلمات بيوتهم؟! أم كيف تغيب عنهم هذه المشاهد وجنودهم هي التي تحمي هؤلاء المجوس وتدافع عنهم وتسهل لهم أمورهم وتقمع من يقصدهم؟! فمن أراد أن يسلك طريق المناصحة السرية المزعومة وإبلاغ الجهات المختصة، فمآل هذا أنه غير جاد في تغيير هذا المنكر، وهو زيادة إفساح وتطويل لتمادي هؤلاء المجرمين المشركين في ترتيب أوضاعهم وتقوية ساعدهم وتمكين دينهم وبث سمومهم، فالمؤامرة أكبر وأخطر من أن يتلاعب بها بمثل هذه الترهات أو يضيع الوقت بالأماني والتسويفات. فإذا كانت منزلة الأمر بالغة هذه المرتبة من الخطورة، فما هي الخطوات العملية التي يمكن سلوكها لكف أو تقليل هذه المخاطر، وصيانة الأراضي المقدسة من الزحف المجوسي الرافضي الذي يسعى بالدس والمكر والقوة لتدنيسها جنباً إلى جنب مع طواغيت آل سعود؟! وهو سؤال يتحمل الإجابة عليه كل من يستشعر بثقل الأمانة الملقاة على كاهله وأنه مسئول عنها حينما يقف بين يدي ربه ليس بينه وبينه ترجمان. وكتبه؛ أبو يحيى الليبي 14/ذو القعدة/1427 هـ |
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى