الرأس والأَذناب. . البُسْ والخزمجية
صفحة 1 من اصل 1
الرأس والأَذناب. . البُسْ والخزمجية
الرأس والأَذناب. . البُسْ والخزمجية
[الكاتب: أبو محمد المقدسي]
في عالم (الزعرنة) (1) في السجون يحيط عادة بالرأس النافذ والعريق والمتمرّس في أساليب (البلطجة والعربدة) والذي يُدعى هناك ( بالبُس ) ( boss ) أذنابٌ أنذال لاقوة لهم ولامنعة إلا بالرأس يُعرفون ( بالخزمجية ) أي المتخصّصون في خدمة الرأس ، إذ أنّ عمل هؤلاء الخزمجية الحقيقي ينحصر في خدمة الرأس وتحقيق جميع احتياجاته من جلب طعامه وغسل ملابسه وترتيب سريره وتنظيف ماحوله مضافاً إلى ذلك تحقيق رغباته الأخرى الخسيسة التي لا يصلح أن تذكر هنا ...
هؤلاء الأَذناب أو الخزمجية يتكونون عادةً من رخصاء ووضعاء المساجين وأنذالهم وغالباً ما تكون قضاياهم التي حُبسوا عليها من جنس اللواط والزنا بالمحارم ونحوها من التهم الوضيعة ، فهم أذلةً مهانون أَصلاً ولا قوة لهم في السجن يدفعون بها عن أنفسهم إلا تلك التي يستمدونها من نصرة الرأس لهم مقابل خدماتهم وخنوعهم له ولذلك تراهم يتمسكون بالرأس ويتفننون في الخضوع له وتنفيذ رغباته مهما أذلهم وأهانهم إذ لا عِزّ لهم إلا به ولذلك فهم يفعلون كل ما يأمرهم به ولو كلفهم ذلك زيادة سني سجنهم ، وتراهم يعربدون ويتطاولون على سائر السجناء ويجتمعون فيضربون من يأمرهم الرأس بضربه ولا يراعون شريفاً أو كريما ولا صغيراً أو كبيراً فيتحرّشون بكل أحد ويعربدون ويتمردون عليه رغم خسّتهم وما ذلك إلا لاستقوائهم وامتناعهم بالرأس المحاط عادة بشلة من البلطجية والأنصار والمطبّلين والمزمّرين ، وله خيوط مع حراس السجن وشرطته يهرّبون له الحبوب المخدرة ليبيعها على السجناء من خلال أذنابه ..
هؤلاء الأذناب يتفننون ويخلصون في أَمرين : // أحدهما // : عداوة كل من يتمرد على سيّدهم ( الرأس ) والكيد له والمكر به والطعن فيه ورميه بأبشع الأوصاف والتهم ... فكل من عاداه إما لوطي – مع أنهم هم أهل هذا الفن وكذا يعتبرونه – أو هو ذنب للحكومة وشرطتها – مع أن سيدهم أكبر ذنب لها - .
// والثاني :// تفننهم في الإنبطاح للرأس وتلذذهم في الإِنسحاق تحت أقدامه ليقدم لهم حمايته في عالم السجون ، وليتفضل عليهم ببعض الفتات من سجائره وحبوبه وبقايا طعامه ..
هؤلاء الأذناب اشتق لقبهم من ذنب الكلب الذي إذا ما تقرّب من سيّده وتمرغ على قدميه هزَّ ذنبه زهواً وفرحاً وافتخاراً بوفائه لسيده وحفاوة بتعلقه به ، مع الإعتذار للكلاب وفضلهم على هؤلاء ، فهم عند سيدهم كالأرانب وإن كانوا مع الآخرين ينتفشون ويتطاولون بقاماتهم معتزين بانتسابهم إلى شلة (البُس) ومعسكره ...
تأملت حال هؤلاء السَّفلة من الرؤوس وأذنابهم في عالم السجون وعجبت للشبه الكبير والجلي بينهم وبين واقع أمريكا اليوم وأذنابها من سفلة الحكام في دول العالم الثالث كما يسمونها .
عندما كان العالم يتكون من قطبين قبل تفرّد أمريكا بالزعرنة على مستوى العالم ، كانت أمريكا عند كثير من دول العالم الثالث تمثل قمة الإِمبريالية والرجعية ، وكانت تهمة العمالة للإمبريالية الأمريكية جاهزة لقمع كل حر أومجاهد يرفض الخنوع لذل الأنظمة الحاكمة في بلادنا ويحاول أن يرفع رأسه معارضاً لكفرها وظلمها أوطغيانها وخياناتها ، فكانت تلصق به هذه التهمة فوراً من قِبَلِ الأنظمة الحاكمة وأبواقها وإعلامها ، فهو عميل لأمريكا ومخابراتها ويقبض من واشنطن الدولارات ، وكان مجرد إِلصاق مثل هذه التهمة بأي إنسان كافٍ لسحقه وحرقه ، أومحاكمته وسجنه ، مع أن هذه الأنظمة وحكامها الوكلاء والموزعون لهذه التهمة كانوا عريقين في العمالة للإمبريالية ولكن كان ذلك بالخفاء كحال أولئك الزعران في السجون .
أما اليوم وبعد تفرد أمريكا بقيادة العالم وهيمنتها وفرضها لعولمتها ، انقلبت الموازين عند هذه الدول وحكامها المنبطحين لأمريكا وسياساتها .. فلم تعد التبعية الصريحة والعمالة الحقيقية المكشوفة لها خيانة ، ولم يعد القبض منها علانية عاراً وشناراً .. بل لم يعد الإنسحاق تحت أحذية ساستها بمقابل أو بلا مقابل نذالة وسقوطاً ولا عمالة للإمبريالية ، فلم تعد أمريكا عندهم أصلاً إمبريالية ؛ إذ غدت سيدتهم التي يفاخرون بالتبعية لها ويجاهرون بالإنبطاح لسياساتها .
كيف لا وقد قبلوها حاكماً مطلقاً يحدّد لهم الأنظمة التي تمثل محور الشر وتأوي الإِرهاب فتحاصرها وتأمرهم فيتسابقون على حصارها ... وتحدد تلك الأخرى التي تمثل محور الخير المحاربة للإِرهاب فيتسابق الأذناب إلى وصلها وخطب ودّها ولو كانت رأس الإِرهاب ( وماكينة ) تفريخه كإسرائيل .
هذه هي ثقافة العولمة كما يسمّونها على مستوى القيم والمبادئ والأفكار .. مسخ القوم فأصبح الإِرهابي الرجعي المجرم الذي يجب أن يلاحق ويقصى أويحاكم ويسجن أويعدم هو ذلك الحر الأبي الذي يرفع رأسه رافضا الإنصياع للإِذلال الأمريكي منكراً الإِنبطاح تحت أحذية الساسة الأمريكان ..
أما المنبطح لهم الراعي لأهدافهم العميل فعلاً وحقاً لهم ، والمنفّذ لسياساتهم بحذافيرها المخلص لها أكثر من إِخلاص أهلها لها ذلك الذي ثبّت لجام أمريكا بين فكيه وانقاد متابعاً لعربدتها متاجراً بشرف أُمّته ؛ فهذا هو الشريف والحر عندهم والحريص على مصالح الأمّة وراعي نهضتها ....
هذه البلطجة الدولية والزعرنة العالمية التي تبثها أَمريكا في عولمتها وانقادت لها دول العالم جمعاء في زماننا إما رغبةً أو رهبة هي عين ما يمارسه زعران السجون .
فكما أن أولئك الأذناب لا يُحرّكون ساكناً ولا يسكنون متحركاً ولا يحلّون عقدة أويربطونها بدون سيدهم ولذلك لا يمكنهم أن يتخلوا عنه مهما فعل بهم إذ لا قيمة لهم بدونه ؛
فكذلك حال هذه الأنظمة الحقيرة التي اتبعت ملّة أمريكا وارتضت عولمتها واضطجعتْ لها وقالتْ : ( دونكِ قوِّرِي والطُفي ) (2) ، وانساقت لها كانسياق الدّابة المذللة لصاحبها ولن ترضى منها أَمريكا إلا بذلك بل وبأخسّ منه ، هذه الأَنظمة لا قيمة في الحقيقة لساستها وحكامها بدون أمريكا سيدة الزعرنة في العالم ؛ تماماً كحال أولئك الأذناب مع رؤوسهم في السجون .
لذلك فقد جنّ جنون هؤلاء الأذناب وأصابهم الهلع والفزع عندما مرّغ المجاهدون أنف سيدتهم أمريكا بضرباتهم المحكمَة في نيويورك وواشنطن وكينيا واليمن والرياض وغيرها لأنهم يعلمون أنه لا عزّ لهم-وقد نبذوا دين الله وحاربوا أولياءه- إلاّ بأمريكا ، ويعلمون-كما يعلم زعران السجون- أنهم إن قُصمت سيّدتهم أمريكا فسيندثرون ويندحرون ؛ لأنهم يستمدون بقاءهم من بقائها ودوام عربدتهم مرتهنة بدوام عربدتها ؛ تماماً كما أن بقاء الأذناب ودوام عربدتهم في السجون مرتهن ببقاء أولئك الرؤوس الزعران ..
ولذلك وبمجرد أَن أعلنها عدو الله بوش حرباً صليبية على الإسلام وقسم الناس إلى محورين إما مع أمريكا أو ضدّها ، وقد كان قمةً في الغباوة حين فعل ذلك فقد قدم لنا أعظم الخدمات في حربه الكونية التي غدت معلنة على الإسلام ، فتمايز الناس إلى فسطاطين إما مع الإسلام وإما ضده مع الزعران ، فبمجرد ذلك الإعلان تسابقت دول الأذناب جميعها في بلادنا إلى إعلان الإنحياز إلى معسكر الزعران ضد معسكر الإِسلام يبتغون عندهم العزة ويستجدونهم الفتات ، اصطفوا وراء أمريكا ، وتسابقوا في الإِنبطاح لرغباتها والإِنسياق وراءها وتنافسوا في الإنسحاق تحت أحذيتها وتنفيذ مخططاتها ..
ففي اليمن فتحوا أجواءهم لطائراتها تقصف وتقتل وتعتقل من تشاء ، وتسرح وتمرح حيث شاءت فلا سيادة في الجو والبحر والبرّ إِلا لسيدتهم أمريكا ولم يكتفوا في الإنقياد لسياساتها بذلك ، حتى لاحقوا المدارس والمعاهد الدينية الأهلية ومناهجها وضيقوا عليها وعلى طلابها بناء على رغبة أمريكا وفي المقابل أعادوا فتح كنائس عدن وترميمها ..
وفي المغرب لم يكتفوا بمحاكمة أئمة المساجد ودروسهم لتخرج وفق ثقافة العولمة ، حتى لاحقوا الفتيات القاصرات وفقاً لقوانين مكافحة الإرهاب استرضاءً لأمريكا وزجّوا بهنّ في السجون ، ثم مالوا على ماتبقت فيه رائحة للإسلام من قوانين الأحوال الشخصية فمسخوه وبدّلوه – بدعاوى حقوق المرأة – وطوّعوه ليصبح منسجماً مع قوانين وأهواء أسيادهم الرخيصة ..
وفي الأردن تستنفر البلد كلها وتستباح مدن بأكملها وتدك لأجل مقتل خنزير أمريكي وتوجه تهمة الإرهاب للمجانين والأطفال بل وحتى للقتلى والشهداء من المجاهدين ، ولم لا ؛ أَليس المهم أن ترضى أمريكا كيفما كان حتى ولو بأن توجه المدرعات والطائرات لِدكّ مدن البلد وبيوت المسلمين بدلا من أن تتوجه إلى حدود إسرائيل القريبة ؟؟
ولا تكتفي بمطاردة واعتقال الدّعاة والمجاهدين داخل حدودها وتلفيق تهمة الإِنتماء للقاعدة استرضاء لسيدتهم أمريكا بل تلاحقهم وتعتقلهم من شتى البلاد ويقتل جيشها الساهر على أمن حدود إسرائيل كل من يفكر بالإقتراب من تلك الحدود من المجاهدين .
وفي (السعودية) يلاحق الدعاة والمجاهدون وتعتقل نساؤهم بحجّة الإنتماء لتنظيم القاعدة ويقتلون حتى في البلد الحرام وفي المدينة والقصيم وغيرها من مدن الجزيرة ، ولا تقف الأمور عند هذا الحد بل يخرج علينا طواغيت آل سعود بدعاوى الإصلاح التي تعطي مزيداً من مساحات الإفساد والإِلحاد للعلمانيين ودعاة تفسّخ المرأة كل ذلك لعيون أمريكا ..
وفي الكويت يعتقل مئات المجاهدين لمقتل خنزير من المارينز في فيلكا ويحاكمون على عواطفهم وأفكارهم وتسحب جنسية من يشم منه التعاطف مع الشيخ أسامة بن لادن وتحاصر لجان الزكاة والإغاثة استرضاء لأمريكا .
وفي الباكستان تفاخر عاهرة أمريكا بأنها اعتقلت خمس مائة من المجاهدين وسلّمتهم لأمريكا وتسعى جادّة لتغيير مناهج المدارس والمعاهد الدينية ويعشعش في أجهزتها وأرجائها عملاء السي آي إيه والإف بي آي .
وفي أندونيسيا لا يكتفون باعتقال مدرسي المعاهد الدينية بل يلاحقونهم بتهم الإرهاب والإنتماء للقاعدة إرضاءً لأمريكا .
وفي السودان يتقربون لأمريكا باعتقال ومطاردة كل من تشم منه عقيدة الجهاد بل كل من له أدنى نشاط دعوي أو حتى خيري إِغاثي .
وفي سوريا وإِيران تغلق الحدود مع العراق في وجه المجاهدين وَيُعْتَقلون وتُلصق بهم تهم الإرهاب والإِنتماء للقاعدة شاؤوا أم أبوا ويزجون في السجون أو يسلمون لحكومات بلادهم استرضاء لأمريكا ....
ورغم هذا الإِنقياد كله فإن هذه الأنظمة المتفانية في الإخلاص في خدمة أمريكا وسياساتها لا تنال مقابل خدماتها هذه ولا تعطيها أمريكا على حربها للإِسلام والمسلمين – لرخصها شأنها في ذلك شأن الأذناب – إلا الفتات الحقير الهزيل مقارنةً مع ما تمنحه لحليفتها إِسرائيل ، ففرق كبير بين الحليف الحقيقي والذنب ..
وفي الوقت نفسه لا ترفع أمريكا أحذيتها عن رؤوسهم ولا تقبل منهم إِلا مزيداً من الخضوع والخنوع والإنحطاط والإنبطاح تحت أقدامها ...
فتراها تضغط بأحذيتها وتضغط وتضغط على رأس النظام السعودي من خلال إِعلامها أو مجلس شيوخها ولا يسلم من ضغوطها وتشهيرها حتى أفراد الأسرة الحاكمة ونسائهم وزوجاتهم والجزاء من جنس العمل فقد لاحقوا نساء إخواننا في مكة وغيرها واعتقلوهن ؛ فسلط الله وولى عليهم وعلى نساء سفرائهم وأمرائهم من يلاحقهن قضائيا أو من خلال (الكونجرس) ووسائل الإعلام ..
وفي السودان يُهينهمُ اللهُ ، ومن يُهن الله فما له من مُكرِم ، فلا ترضى أمريكا عنهم ولا ترفع أحذيتها عن رؤوسهم حتى يقتسموا السلطة مع قرنق الصليبي ويستسلموا لشروطه المذلّة .
وفي الأردن تنصب صواريخ الباتريوت على حدود العراق قبل حرب أمريكا عليها ، ويُظهر إِعلام النظام أنّ ذلك مكافأة لتحالف الأردن مع أمريكا ضدّ الإِرهاب وأن نصب هذه الصواريخ إنما هو لأجل تقوية وتعزيز الدفاعات الجوية الأردنية .. وليس لحماية إِسرائيل من صواريخ العراق كلا وحاشا !!
ثم وبعد انتهاء الحرب لاتأبه أَمريكا بالإِحراج الذي يتعرض إليه أذنابها حين تفكك صواريخها وتسحبها وكأَنّ شيئاً لم يكن ... وما تلقيه إليهم ليقتاتوا عليه كمعونات مقابل تعوانهم الوثيق معها ضد الإِرهاب لا يساوي ما يُرمى في إِسرائيل في مكبات الزّبالة والنفايات ... فسحقاً سحقاً ...
وفي الباكستان وبرغم تسليم برويز زمام الأمور كلها لأسياده الأمريكان ؛ لا تكف أمريكا عن إذلالهم بحظر الأسلحة المتطورة عنهم منذ سنوات ومن بينها طائرات الإف 16 ، بينما تغض الطرف تماماً عن صفقات السلاح المتطورة بين إسرائيل والهند جارة باكستان وعدوتها ومن بين ذلك صفقة رادارات (فالكون) الأخيرة التي ستنصب على الطائرات وستجعل كل شبر في الباكستان تحت رقابة الهند وسمعها وبصرها !! .
وفي إيران وسوريا ورغم حربهم للمجاهدين استرضاء لأَمريكا لا ترفع أمريكا أحذيتها عن رؤوسهم بل تسلّط عليهم عقوباتها وحصارها وتتوالى تهديداتها وتتركز رقابة مؤسساتها وأدواتها على أسلحتها ومنشآتها النووية وغيرها ..
فمزيداً من الهرس والفعص لبقّ الكلاب ... ومزيداً من المحق والسحق لجرذان المراحيض والمزابل (( وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون )) ...
قديماً لم يكن السادة من الأمريكان والغربيين يتعمّدون إِذلال أذنابهم بهذه الصراحة فكانوا يراعون مشاعر عملائهم فيحركونهم من وراء الكواليس كما يحرك صاحب الدّمى دُماه بخيوط من خلف ستار المسرح فيظن الغرّ أنها تتحرك وحدها ولا يميّز الخيوط التي تحركها ويعرف ما وراءها إلا البصيرون وهم قليل ..
ولما سئل كرومر في بداية الهيمنة البريطانية على مصر ( هل ستحكم مصر ؟ أجاب : بل سأحكم من يحكم مصر ) وهذا كان من خبث المستعمرين الأوائل ومن حرصهم على مشاعر ومصالح عملائهم وكان ذلك قبل أن تتفرّد أمريكا بقيادة العالم فيكثر أَذنابها ويرخصون ... ثم ازداد هذا الإنكشاف لعمالة هؤلاء القوم عندما فاضت بركات جهاد المجاهدين وضرباتهم المُحكمة لأمريكا فتكشّفت الأمور أكثر وأكثر .. وانقسم الناس إلى فسطاطين فسطاط الإِسلام ... وفسطاط الأذناب والزعران الذين تحزبوا حول سيدتهم أمريكا ..
هذا الإِنكشاف مهم ومهم جداً لدفع عجلة الجهاد إلى الأمام ولتعبئة الأمة وتهيئتها ودفعها إليه ...
فقديماً عندما كانت الأوراق مختلطة والأمور غير متضحة كانت هذه الأنظمة تتاجر بتهمة العمالة لأمريكا ومخابراتها فتلصقها بكل مجاهدٍ أو حر يحاول الخروج على طغيان الأنظمة ويأبى ذلها وخنوعها ( رمتني بدائها وانسلّت ) ، والحقيقة أن هذه الأَنظمة عريقة في العمالة لأمريكا ولكنها كانت تحرص على إخفاء ذلك قديماً وكانت أمريكا تُعينهم على ذلك وتراعي مشاعرهم ...
واليوم وبعد أن تفرّدت أمريكا بالزعرنة على مستوى العالم ، ثم فقدت صوابها تحت ضربات المجاهدين ؛ تخلت عن تلك السياسة ولم تعد تأبه بمشاعر عملائها ولا بسمعتهم ... فخيّرت العالم صراحة وعلناً بين أن يكون معها أو ضدّها ...
فتكشّفت الأوراق ولم يعد ثمّ مجال لخلطها ولم تعد أمريكا ترضى من أذنابها إلا بالإنبطاح العلني والصريح والمكشوف والواضح تحت أحذيتها ...
هذه الثمرة العظيمة كانت من بركات الجهاد التي قفزت بالعالم كله وبالمسلمين خاصة فوق مساحات شاسعة من التلبيس والتدليس وخلط الأوراق ، واختصرت عليهم المسافات ... فالعدو أضحى واضحاً وأزلامه تكشفت عوراتهم وغدى أذنابه في بلادنا مكشوفين ، وفي مقابلهم يقف الشرفاء من المجاهدين الذين ستتجمع الأمة عاجلاً أم آجلاً حولهم وستتّبع نهجهم وتلتف حول رايتهم لتدك عروش الطواغيت وتلفظ الخونة والعملاء ..
بقي أن يعرف من لم يعش في السجون حقيقة مهمة عن واقع الزعران والرؤوس فيها ... وهي أنه وبمجرد أن يتجرّأ شجاعٌ أبيٌّ حرٌّ على الرأس ( البُس ) فيضربه ضربة محكمة تهينه أمام أعين الجميع فإِن ذلك سَيُجرّئ عليه كثيراً من الضاربين الذين تمتلئ قلوبهم بالغيظ عليه ، فتتتابع عليه الضربات وتتوالى على رأسه الإِهانات والركلات من كل حدبٍ وصوب حتى ينكسر كبرياؤه وينمحق سلطانه ؛ وعندها يتفرق حالاً من حوله ويضمحل أولئك الأذناب الرُّخصاء ويهونون ويلوذون بخزيهم وعارهم فيندحرون ويندثرون ... ولتعلمنّ نبأه بعد حين ..
(( فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ماأسروا في أنفسهم نادمين ))
--------------------------------------------------------------------------------
(1) الزعران : لفظة عامية شامية مفردها أزعر ، وهم همل الناس وسقطهم وفسّاقهم ولعل أصلها – الزعرور – وهو في اللغة : السيئ الخلق والزعارة : شراسة الخلق .
(2) انظر مجمع الأمثال ( 2831 )
[الكاتب: أبو محمد المقدسي]
في عالم (الزعرنة) (1) في السجون يحيط عادة بالرأس النافذ والعريق والمتمرّس في أساليب (البلطجة والعربدة) والذي يُدعى هناك ( بالبُس ) ( boss ) أذنابٌ أنذال لاقوة لهم ولامنعة إلا بالرأس يُعرفون ( بالخزمجية ) أي المتخصّصون في خدمة الرأس ، إذ أنّ عمل هؤلاء الخزمجية الحقيقي ينحصر في خدمة الرأس وتحقيق جميع احتياجاته من جلب طعامه وغسل ملابسه وترتيب سريره وتنظيف ماحوله مضافاً إلى ذلك تحقيق رغباته الأخرى الخسيسة التي لا يصلح أن تذكر هنا ...
هؤلاء الأَذناب أو الخزمجية يتكونون عادةً من رخصاء ووضعاء المساجين وأنذالهم وغالباً ما تكون قضاياهم التي حُبسوا عليها من جنس اللواط والزنا بالمحارم ونحوها من التهم الوضيعة ، فهم أذلةً مهانون أَصلاً ولا قوة لهم في السجن يدفعون بها عن أنفسهم إلا تلك التي يستمدونها من نصرة الرأس لهم مقابل خدماتهم وخنوعهم له ولذلك تراهم يتمسكون بالرأس ويتفننون في الخضوع له وتنفيذ رغباته مهما أذلهم وأهانهم إذ لا عِزّ لهم إلا به ولذلك فهم يفعلون كل ما يأمرهم به ولو كلفهم ذلك زيادة سني سجنهم ، وتراهم يعربدون ويتطاولون على سائر السجناء ويجتمعون فيضربون من يأمرهم الرأس بضربه ولا يراعون شريفاً أو كريما ولا صغيراً أو كبيراً فيتحرّشون بكل أحد ويعربدون ويتمردون عليه رغم خسّتهم وما ذلك إلا لاستقوائهم وامتناعهم بالرأس المحاط عادة بشلة من البلطجية والأنصار والمطبّلين والمزمّرين ، وله خيوط مع حراس السجن وشرطته يهرّبون له الحبوب المخدرة ليبيعها على السجناء من خلال أذنابه ..
هؤلاء الأذناب يتفننون ويخلصون في أَمرين : // أحدهما // : عداوة كل من يتمرد على سيّدهم ( الرأس ) والكيد له والمكر به والطعن فيه ورميه بأبشع الأوصاف والتهم ... فكل من عاداه إما لوطي – مع أنهم هم أهل هذا الفن وكذا يعتبرونه – أو هو ذنب للحكومة وشرطتها – مع أن سيدهم أكبر ذنب لها - .
// والثاني :// تفننهم في الإنبطاح للرأس وتلذذهم في الإِنسحاق تحت أقدامه ليقدم لهم حمايته في عالم السجون ، وليتفضل عليهم ببعض الفتات من سجائره وحبوبه وبقايا طعامه ..
هؤلاء الأذناب اشتق لقبهم من ذنب الكلب الذي إذا ما تقرّب من سيّده وتمرغ على قدميه هزَّ ذنبه زهواً وفرحاً وافتخاراً بوفائه لسيده وحفاوة بتعلقه به ، مع الإعتذار للكلاب وفضلهم على هؤلاء ، فهم عند سيدهم كالأرانب وإن كانوا مع الآخرين ينتفشون ويتطاولون بقاماتهم معتزين بانتسابهم إلى شلة (البُس) ومعسكره ...
تأملت حال هؤلاء السَّفلة من الرؤوس وأذنابهم في عالم السجون وعجبت للشبه الكبير والجلي بينهم وبين واقع أمريكا اليوم وأذنابها من سفلة الحكام في دول العالم الثالث كما يسمونها .
عندما كان العالم يتكون من قطبين قبل تفرّد أمريكا بالزعرنة على مستوى العالم ، كانت أمريكا عند كثير من دول العالم الثالث تمثل قمة الإِمبريالية والرجعية ، وكانت تهمة العمالة للإمبريالية الأمريكية جاهزة لقمع كل حر أومجاهد يرفض الخنوع لذل الأنظمة الحاكمة في بلادنا ويحاول أن يرفع رأسه معارضاً لكفرها وظلمها أوطغيانها وخياناتها ، فكانت تلصق به هذه التهمة فوراً من قِبَلِ الأنظمة الحاكمة وأبواقها وإعلامها ، فهو عميل لأمريكا ومخابراتها ويقبض من واشنطن الدولارات ، وكان مجرد إِلصاق مثل هذه التهمة بأي إنسان كافٍ لسحقه وحرقه ، أومحاكمته وسجنه ، مع أن هذه الأنظمة وحكامها الوكلاء والموزعون لهذه التهمة كانوا عريقين في العمالة للإمبريالية ولكن كان ذلك بالخفاء كحال أولئك الزعران في السجون .
أما اليوم وبعد تفرد أمريكا بقيادة العالم وهيمنتها وفرضها لعولمتها ، انقلبت الموازين عند هذه الدول وحكامها المنبطحين لأمريكا وسياساتها .. فلم تعد التبعية الصريحة والعمالة الحقيقية المكشوفة لها خيانة ، ولم يعد القبض منها علانية عاراً وشناراً .. بل لم يعد الإنسحاق تحت أحذية ساستها بمقابل أو بلا مقابل نذالة وسقوطاً ولا عمالة للإمبريالية ، فلم تعد أمريكا عندهم أصلاً إمبريالية ؛ إذ غدت سيدتهم التي يفاخرون بالتبعية لها ويجاهرون بالإنبطاح لسياساتها .
كيف لا وقد قبلوها حاكماً مطلقاً يحدّد لهم الأنظمة التي تمثل محور الشر وتأوي الإِرهاب فتحاصرها وتأمرهم فيتسابقون على حصارها ... وتحدد تلك الأخرى التي تمثل محور الخير المحاربة للإِرهاب فيتسابق الأذناب إلى وصلها وخطب ودّها ولو كانت رأس الإِرهاب ( وماكينة ) تفريخه كإسرائيل .
هذه هي ثقافة العولمة كما يسمّونها على مستوى القيم والمبادئ والأفكار .. مسخ القوم فأصبح الإِرهابي الرجعي المجرم الذي يجب أن يلاحق ويقصى أويحاكم ويسجن أويعدم هو ذلك الحر الأبي الذي يرفع رأسه رافضا الإنصياع للإِذلال الأمريكي منكراً الإِنبطاح تحت أحذية الساسة الأمريكان ..
أما المنبطح لهم الراعي لأهدافهم العميل فعلاً وحقاً لهم ، والمنفّذ لسياساتهم بحذافيرها المخلص لها أكثر من إِخلاص أهلها لها ذلك الذي ثبّت لجام أمريكا بين فكيه وانقاد متابعاً لعربدتها متاجراً بشرف أُمّته ؛ فهذا هو الشريف والحر عندهم والحريص على مصالح الأمّة وراعي نهضتها ....
هذه البلطجة الدولية والزعرنة العالمية التي تبثها أَمريكا في عولمتها وانقادت لها دول العالم جمعاء في زماننا إما رغبةً أو رهبة هي عين ما يمارسه زعران السجون .
فكما أن أولئك الأذناب لا يُحرّكون ساكناً ولا يسكنون متحركاً ولا يحلّون عقدة أويربطونها بدون سيدهم ولذلك لا يمكنهم أن يتخلوا عنه مهما فعل بهم إذ لا قيمة لهم بدونه ؛
فكذلك حال هذه الأنظمة الحقيرة التي اتبعت ملّة أمريكا وارتضت عولمتها واضطجعتْ لها وقالتْ : ( دونكِ قوِّرِي والطُفي ) (2) ، وانساقت لها كانسياق الدّابة المذللة لصاحبها ولن ترضى منها أَمريكا إلا بذلك بل وبأخسّ منه ، هذه الأَنظمة لا قيمة في الحقيقة لساستها وحكامها بدون أمريكا سيدة الزعرنة في العالم ؛ تماماً كحال أولئك الأذناب مع رؤوسهم في السجون .
لذلك فقد جنّ جنون هؤلاء الأذناب وأصابهم الهلع والفزع عندما مرّغ المجاهدون أنف سيدتهم أمريكا بضرباتهم المحكمَة في نيويورك وواشنطن وكينيا واليمن والرياض وغيرها لأنهم يعلمون أنه لا عزّ لهم-وقد نبذوا دين الله وحاربوا أولياءه- إلاّ بأمريكا ، ويعلمون-كما يعلم زعران السجون- أنهم إن قُصمت سيّدتهم أمريكا فسيندثرون ويندحرون ؛ لأنهم يستمدون بقاءهم من بقائها ودوام عربدتهم مرتهنة بدوام عربدتها ؛ تماماً كما أن بقاء الأذناب ودوام عربدتهم في السجون مرتهن ببقاء أولئك الرؤوس الزعران ..
ولذلك وبمجرد أَن أعلنها عدو الله بوش حرباً صليبية على الإسلام وقسم الناس إلى محورين إما مع أمريكا أو ضدّها ، وقد كان قمةً في الغباوة حين فعل ذلك فقد قدم لنا أعظم الخدمات في حربه الكونية التي غدت معلنة على الإسلام ، فتمايز الناس إلى فسطاطين إما مع الإسلام وإما ضده مع الزعران ، فبمجرد ذلك الإعلان تسابقت دول الأذناب جميعها في بلادنا إلى إعلان الإنحياز إلى معسكر الزعران ضد معسكر الإِسلام يبتغون عندهم العزة ويستجدونهم الفتات ، اصطفوا وراء أمريكا ، وتسابقوا في الإِنبطاح لرغباتها والإِنسياق وراءها وتنافسوا في الإنسحاق تحت أحذيتها وتنفيذ مخططاتها ..
ففي اليمن فتحوا أجواءهم لطائراتها تقصف وتقتل وتعتقل من تشاء ، وتسرح وتمرح حيث شاءت فلا سيادة في الجو والبحر والبرّ إِلا لسيدتهم أمريكا ولم يكتفوا في الإنقياد لسياساتها بذلك ، حتى لاحقوا المدارس والمعاهد الدينية الأهلية ومناهجها وضيقوا عليها وعلى طلابها بناء على رغبة أمريكا وفي المقابل أعادوا فتح كنائس عدن وترميمها ..
وفي المغرب لم يكتفوا بمحاكمة أئمة المساجد ودروسهم لتخرج وفق ثقافة العولمة ، حتى لاحقوا الفتيات القاصرات وفقاً لقوانين مكافحة الإرهاب استرضاءً لأمريكا وزجّوا بهنّ في السجون ، ثم مالوا على ماتبقت فيه رائحة للإسلام من قوانين الأحوال الشخصية فمسخوه وبدّلوه – بدعاوى حقوق المرأة – وطوّعوه ليصبح منسجماً مع قوانين وأهواء أسيادهم الرخيصة ..
وفي الأردن تستنفر البلد كلها وتستباح مدن بأكملها وتدك لأجل مقتل خنزير أمريكي وتوجه تهمة الإرهاب للمجانين والأطفال بل وحتى للقتلى والشهداء من المجاهدين ، ولم لا ؛ أَليس المهم أن ترضى أمريكا كيفما كان حتى ولو بأن توجه المدرعات والطائرات لِدكّ مدن البلد وبيوت المسلمين بدلا من أن تتوجه إلى حدود إسرائيل القريبة ؟؟
ولا تكتفي بمطاردة واعتقال الدّعاة والمجاهدين داخل حدودها وتلفيق تهمة الإِنتماء للقاعدة استرضاء لسيدتهم أمريكا بل تلاحقهم وتعتقلهم من شتى البلاد ويقتل جيشها الساهر على أمن حدود إسرائيل كل من يفكر بالإقتراب من تلك الحدود من المجاهدين .
وفي (السعودية) يلاحق الدعاة والمجاهدون وتعتقل نساؤهم بحجّة الإنتماء لتنظيم القاعدة ويقتلون حتى في البلد الحرام وفي المدينة والقصيم وغيرها من مدن الجزيرة ، ولا تقف الأمور عند هذا الحد بل يخرج علينا طواغيت آل سعود بدعاوى الإصلاح التي تعطي مزيداً من مساحات الإفساد والإِلحاد للعلمانيين ودعاة تفسّخ المرأة كل ذلك لعيون أمريكا ..
وفي الكويت يعتقل مئات المجاهدين لمقتل خنزير من المارينز في فيلكا ويحاكمون على عواطفهم وأفكارهم وتسحب جنسية من يشم منه التعاطف مع الشيخ أسامة بن لادن وتحاصر لجان الزكاة والإغاثة استرضاء لأمريكا .
وفي الباكستان تفاخر عاهرة أمريكا بأنها اعتقلت خمس مائة من المجاهدين وسلّمتهم لأمريكا وتسعى جادّة لتغيير مناهج المدارس والمعاهد الدينية ويعشعش في أجهزتها وأرجائها عملاء السي آي إيه والإف بي آي .
وفي أندونيسيا لا يكتفون باعتقال مدرسي المعاهد الدينية بل يلاحقونهم بتهم الإرهاب والإنتماء للقاعدة إرضاءً لأمريكا .
وفي السودان يتقربون لأمريكا باعتقال ومطاردة كل من تشم منه عقيدة الجهاد بل كل من له أدنى نشاط دعوي أو حتى خيري إِغاثي .
وفي سوريا وإِيران تغلق الحدود مع العراق في وجه المجاهدين وَيُعْتَقلون وتُلصق بهم تهم الإرهاب والإِنتماء للقاعدة شاؤوا أم أبوا ويزجون في السجون أو يسلمون لحكومات بلادهم استرضاء لأمريكا ....
ورغم هذا الإِنقياد كله فإن هذه الأنظمة المتفانية في الإخلاص في خدمة أمريكا وسياساتها لا تنال مقابل خدماتها هذه ولا تعطيها أمريكا على حربها للإِسلام والمسلمين – لرخصها شأنها في ذلك شأن الأذناب – إلا الفتات الحقير الهزيل مقارنةً مع ما تمنحه لحليفتها إِسرائيل ، ففرق كبير بين الحليف الحقيقي والذنب ..
وفي الوقت نفسه لا ترفع أمريكا أحذيتها عن رؤوسهم ولا تقبل منهم إِلا مزيداً من الخضوع والخنوع والإنحطاط والإنبطاح تحت أقدامها ...
فتراها تضغط بأحذيتها وتضغط وتضغط على رأس النظام السعودي من خلال إِعلامها أو مجلس شيوخها ولا يسلم من ضغوطها وتشهيرها حتى أفراد الأسرة الحاكمة ونسائهم وزوجاتهم والجزاء من جنس العمل فقد لاحقوا نساء إخواننا في مكة وغيرها واعتقلوهن ؛ فسلط الله وولى عليهم وعلى نساء سفرائهم وأمرائهم من يلاحقهن قضائيا أو من خلال (الكونجرس) ووسائل الإعلام ..
وفي السودان يُهينهمُ اللهُ ، ومن يُهن الله فما له من مُكرِم ، فلا ترضى أمريكا عنهم ولا ترفع أحذيتها عن رؤوسهم حتى يقتسموا السلطة مع قرنق الصليبي ويستسلموا لشروطه المذلّة .
وفي الأردن تنصب صواريخ الباتريوت على حدود العراق قبل حرب أمريكا عليها ، ويُظهر إِعلام النظام أنّ ذلك مكافأة لتحالف الأردن مع أمريكا ضدّ الإِرهاب وأن نصب هذه الصواريخ إنما هو لأجل تقوية وتعزيز الدفاعات الجوية الأردنية .. وليس لحماية إِسرائيل من صواريخ العراق كلا وحاشا !!
ثم وبعد انتهاء الحرب لاتأبه أَمريكا بالإِحراج الذي يتعرض إليه أذنابها حين تفكك صواريخها وتسحبها وكأَنّ شيئاً لم يكن ... وما تلقيه إليهم ليقتاتوا عليه كمعونات مقابل تعوانهم الوثيق معها ضد الإِرهاب لا يساوي ما يُرمى في إِسرائيل في مكبات الزّبالة والنفايات ... فسحقاً سحقاً ...
وفي الباكستان وبرغم تسليم برويز زمام الأمور كلها لأسياده الأمريكان ؛ لا تكف أمريكا عن إذلالهم بحظر الأسلحة المتطورة عنهم منذ سنوات ومن بينها طائرات الإف 16 ، بينما تغض الطرف تماماً عن صفقات السلاح المتطورة بين إسرائيل والهند جارة باكستان وعدوتها ومن بين ذلك صفقة رادارات (فالكون) الأخيرة التي ستنصب على الطائرات وستجعل كل شبر في الباكستان تحت رقابة الهند وسمعها وبصرها !! .
وفي إيران وسوريا ورغم حربهم للمجاهدين استرضاء لأَمريكا لا ترفع أمريكا أحذيتها عن رؤوسهم بل تسلّط عليهم عقوباتها وحصارها وتتوالى تهديداتها وتتركز رقابة مؤسساتها وأدواتها على أسلحتها ومنشآتها النووية وغيرها ..
فمزيداً من الهرس والفعص لبقّ الكلاب ... ومزيداً من المحق والسحق لجرذان المراحيض والمزابل (( وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون )) ...
قديماً لم يكن السادة من الأمريكان والغربيين يتعمّدون إِذلال أذنابهم بهذه الصراحة فكانوا يراعون مشاعر عملائهم فيحركونهم من وراء الكواليس كما يحرك صاحب الدّمى دُماه بخيوط من خلف ستار المسرح فيظن الغرّ أنها تتحرك وحدها ولا يميّز الخيوط التي تحركها ويعرف ما وراءها إلا البصيرون وهم قليل ..
ولما سئل كرومر في بداية الهيمنة البريطانية على مصر ( هل ستحكم مصر ؟ أجاب : بل سأحكم من يحكم مصر ) وهذا كان من خبث المستعمرين الأوائل ومن حرصهم على مشاعر ومصالح عملائهم وكان ذلك قبل أن تتفرّد أمريكا بقيادة العالم فيكثر أَذنابها ويرخصون ... ثم ازداد هذا الإنكشاف لعمالة هؤلاء القوم عندما فاضت بركات جهاد المجاهدين وضرباتهم المُحكمة لأمريكا فتكشّفت الأمور أكثر وأكثر .. وانقسم الناس إلى فسطاطين فسطاط الإِسلام ... وفسطاط الأذناب والزعران الذين تحزبوا حول سيدتهم أمريكا ..
هذا الإِنكشاف مهم ومهم جداً لدفع عجلة الجهاد إلى الأمام ولتعبئة الأمة وتهيئتها ودفعها إليه ...
فقديماً عندما كانت الأوراق مختلطة والأمور غير متضحة كانت هذه الأنظمة تتاجر بتهمة العمالة لأمريكا ومخابراتها فتلصقها بكل مجاهدٍ أو حر يحاول الخروج على طغيان الأنظمة ويأبى ذلها وخنوعها ( رمتني بدائها وانسلّت ) ، والحقيقة أن هذه الأَنظمة عريقة في العمالة لأمريكا ولكنها كانت تحرص على إخفاء ذلك قديماً وكانت أمريكا تُعينهم على ذلك وتراعي مشاعرهم ...
واليوم وبعد أن تفرّدت أمريكا بالزعرنة على مستوى العالم ، ثم فقدت صوابها تحت ضربات المجاهدين ؛ تخلت عن تلك السياسة ولم تعد تأبه بمشاعر عملائها ولا بسمعتهم ... فخيّرت العالم صراحة وعلناً بين أن يكون معها أو ضدّها ...
فتكشّفت الأوراق ولم يعد ثمّ مجال لخلطها ولم تعد أمريكا ترضى من أذنابها إلا بالإنبطاح العلني والصريح والمكشوف والواضح تحت أحذيتها ...
هذه الثمرة العظيمة كانت من بركات الجهاد التي قفزت بالعالم كله وبالمسلمين خاصة فوق مساحات شاسعة من التلبيس والتدليس وخلط الأوراق ، واختصرت عليهم المسافات ... فالعدو أضحى واضحاً وأزلامه تكشفت عوراتهم وغدى أذنابه في بلادنا مكشوفين ، وفي مقابلهم يقف الشرفاء من المجاهدين الذين ستتجمع الأمة عاجلاً أم آجلاً حولهم وستتّبع نهجهم وتلتف حول رايتهم لتدك عروش الطواغيت وتلفظ الخونة والعملاء ..
بقي أن يعرف من لم يعش في السجون حقيقة مهمة عن واقع الزعران والرؤوس فيها ... وهي أنه وبمجرد أن يتجرّأ شجاعٌ أبيٌّ حرٌّ على الرأس ( البُس ) فيضربه ضربة محكمة تهينه أمام أعين الجميع فإِن ذلك سَيُجرّئ عليه كثيراً من الضاربين الذين تمتلئ قلوبهم بالغيظ عليه ، فتتتابع عليه الضربات وتتوالى على رأسه الإِهانات والركلات من كل حدبٍ وصوب حتى ينكسر كبرياؤه وينمحق سلطانه ؛ وعندها يتفرق حالاً من حوله ويضمحل أولئك الأذناب الرُّخصاء ويهونون ويلوذون بخزيهم وعارهم فيندحرون ويندثرون ... ولتعلمنّ نبأه بعد حين ..
(( فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ماأسروا في أنفسهم نادمين ))
--------------------------------------------------------------------------------
(1) الزعران : لفظة عامية شامية مفردها أزعر ، وهم همل الناس وسقطهم وفسّاقهم ولعل أصلها – الزعرور – وهو في اللغة : السيئ الخلق والزعارة : شراسة الخلق .
(2) انظر مجمع الأمثال ( 2831 )
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى